المصحات ومنتجعات العلاج الطبيعي في التشيك
محتويات المقال
تحتل جمهورية التشيك موقع الريادة على مستوى العالم في مجال العلاج الطبيعي والتأهيلي منذ مئات السنين ، حيث تتمتع هذه الدولة الفريدة بعدد كبير ومتنوع من ينابيع المياه المعدنية الطبيعية التي لا مثيل لها على مستوى العالم أجمع .
تحمل هذه المياه المعدنية العديد من الفوائد الصحية والعلاجية الشافية لكل العلل والأمراض تقريبا .
توجد المصحات ومنتجعات العلاج الطبيعي في وسط الطبيعية ، وفي مدن تحمل الكثير من عبق تاريخ الماضى وجمال الحاضر ، متمثلا في الأبنية التاريخية العتيقة ذات الطراز المعماري الفريد ، والحدائق اليانعة التي يجرى فيها العديد من الأنهار والبحيرات ذات السحر الأخاذ .
شهد العلاج الطبيعي في التشيك تطورا هائلا مع بدايات القرن الثامن عشر ، على الرغم من وجوده قبل ذلك بفترة زمنية طويلة ، حيث تشير الروايات التاريخية إلى قيام ” شارل الرابع ” أحد ملوك التشيك في القرن الرابع عشر ببناء مدينة ” كارلوفيفاري ” ، والتي يوجد بها ينابيع المياه المعدنية الطبيعية الإثنى عشر ، والتي كان يحرص الملك على زيارتها بإستمرار طلبا للصحة والراحة والإستجمام ، حيث تحظى مياه هذه الينابيع بشهرة لافتة نظرا لما تمتاز به من خواص صحية وعلاجية تمنحها لعشرات الآلاف من المرضى الذين يتوافدون عليها سنويا .
وقد لوحظ مع نهايات القرن الماضي تزايد الإقبال على المنتجعات الصحية بالتشيك ، ليس طلبا للعلاج فحسب ، وإنما للحصول على الراحة والإستجمام بهدف تعزيز حيوية الجسم وإستعادة نشاطه بصورة طبيعية ، ولاسيما مع تطور المدنية الحديثة بما تحمله من تأثيرات سلبية أطلق عليها الأطباء والخبراء أمراض العصر ، والتي قد تؤثر على الحالة الصحية للجسم ، سواء على الصعيد البدني أو النفسي أو كليهما ، وهنا يتجلى الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه المنتجعات الصحية في التشيك للتغلب على هذه التأثيرات الصحية السلبية .
ما هو العلاج الطبيعي في التشيك ؟
هو أحد التخصصات الطبية المعروفة منذ فترة زمنية طويلة ، والتي تتضمن إستخدام وسائل طبيعية فريدة في تشخيص وعلاج العلل والأمراض .
إن العلاج الطبيعي هو علم يسهم بشكل فعال في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض ، إعتمادا على دراسة وفهم حركة الجسم ، حيث يعمل على علاج أو على الأقل تخفيف التأثيرات المرضية التي قد يعاني منها الجسم ، وذلك من خلال تقييم الحالة الصحية على نحو دقيق وثاقب ، ثم وضع أفضل خطة علاجية تتناسب مع حالة المريض ، مع الإستعانة بالوسائل العلاجية الأخرى إن إقتضت الحاجة لذلك .
ولضمان تقديم خدمة علاجية فعالة تضمن تحقيق أفضل النتائج الممكنة ، ينبغي أن يتم تقديم الخدمة وفق سياسات واضحة وتحت إشراف منظومة عمل تتمتع بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والتفاهم .
الحاجة إلى العلاج الطبيعي
هناك إهتمام وحاجة متزايدة إلى العلاج الطبيعي في كافة التخصصات الطبية بما يفوق الكفاءات البشرية المتاحة والمؤهلة للعمل في هذا المجال ، ويعزى سبب ذلك الإحتياج المتزايد إلى عدد من العوامل ، لعل أهمها ..
- التطور المستمر والسريع في علوم العلاج الطبيعي التي تسهم في علاج الأمراض أو الوقاية منها .
- الدراسة المستفيضة للأمراض المزمنة والإعاقات النفسية أو الجسدية ، والتي أكدت على أهمية إخضاع هؤلاء المرضى إلى جلسات العلاج الطبيعي والتأهيلي بإعتباره جزء هام وحيوي من العلاج .
- الوعي التام بأن مرضى الأمراض المزمنة يتطلب التعامل معهم تحت إشراف طبي متخصص ذو دراسة وفهم لمقتضيات الحالة ، سواء على الصعيد البدني أو النفسي أو الإجتماعي .
لا جدال على أن العلاج الطبيعي هو جزء مكمل لمنظومة الرعاية الصحية ، حيث يسهم بشكل أساسي في الحفاظ على الصحة العامة ، كما أنه يلعب في حالات الإعاقة أو العجز دورا أساسيا لا غني عنه ، سواء على الصعيد العلاجي أو الوقائي . وهنا يتجلى دور أطباء العلاج الطبيعي في تخطيط وتقييم وتنظيم وتطبيق برامج العلاج الطبيعي التي تحقق أفضل النتائج العلاجية ، مما يساعد على تطوير المفهوم الإجتماعي للممارسات والدراسات الصحية التي تهدف إلى نهضة وتطور المجتمع وأفراده .
المصحات والمنتجعات التشيكية

تبليتسه
تشتهر هذه المدينة الخلابة والعريقة بالإشعاعات والمركبات الكيميائية النادرة التي تستخدم في علاج إضطرابات الدورة الدموية ، والتخفيف من آثار إلتهابات المخ والمفاصل والعظام . كذلك فالمدينة توفر أماكن إقامة مناسبة للخليجيين وبيئة مناسبة للعائلات تراعي العادات والتقاليد المتبعة .
كلادروبي
يبعد عن العاصمة التشيكية ” براغ ” بحوالي 50 كم تقريبا نحو مدينة ” برنو ” ، حيث يقع المنتجع الصحي في منطقة جبلية محاطة بالأشجار والنباتات المزهرة الخلابة . حقق هذا المنتجع الصحي نتائج صحية وعلاجية مدهشة ، ولاسيما على صعيد أمراض الشلل الرباعي والنصفي ، فضلا عن علاج التأثيرات الصحية الناجمة عن الإصابة بالجلطات الدموية .
كلمكوفيتسه
يقع بالقرب من مدينة ” أوسترافا ” ، حيث يبعد عنها بحوالي 5 كم فحسب ، ويعد هذا المركز أحد أهم المنتجعات الصحية في أوروبا ، حيث تم تجهيزه بالعديد من الأجهزة الطبية الحديثة لمعالجة الإعاقات المتعلقة بالأطراف والجهاز الحركي ، كما هو الحال في حالات الشلل الرباعي أو النصفي ، كما أنه يتضمن مبني كامل تم تجهيزه وتخصيصة لإعادة تأهيل الأطفال المعاقين .
أيضا فللمركز شهرة عالمية في علاج العديد من الأمراض الجلدية ، كما يحتوي على أنواع عديدة من أحواض السباحة ، والتي تحتوي على العناصر التالية : المياه المعدنية ، الأعشاب الطبيعية ، الطين الساخن ، التربة ، اليود ، الكربون .
يوفر المركز العديد من الوسائل العلاجية الأخرى ، والتي تشمل : ركوب الخيل ، العلاج بالإبر الصينية ، العلاج الميكانيكي الذي يتضمن إستخدام أجهزة ميكانيكية تم تصميمها وتصنيعها لتقوية الأعصاب والعضلات .
داركوف
يقع في شمال شرق التشيك بالقرب من مدينة ” أوسترافا ” ، يتميز هذا المنتجع الصحي بينابيع المياه المعدنية التي تحتوي على نسب عالية من اليود والبروم ، لذا فإن هذا المركز ذو شهرة عالمية في علاج الأمراض والعلل الصحية التالية : أمراض إضطراب الجهاز الحركي كالشلل الرباعي والنصفي ، الجلطات الدموية ، إعادة التأهيل بعد التعرض لحادث ، أمراض النساء ، أمراض الجهاز العصبي ، الحروق الجلدية ، الأمراض الجلدية في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 – 15 عام .
كارلوفيفاري
تقع مدينة ” كارلوفيفاري ” بالقرب من الحدود التشيكية الألمانية ، حيث تبعد عن العاصمة ” براغ ” بحوالي 110 كم تقريبا ، وتعد من المدن العريقة بدولة التشيك ، حيث بناها الملك التشيكي ” تشارلز الرابع ” في القرن الرابع عشر .
لمدينة ” كارلوفيفاري ” سحر خاص وأخاذ ، حيث تطل على سلسلة جبال ” كرونشي ” ، كما أنها تتميز بالمباني التاريخية ذات الطراز المعماري الفريد ، والطبيعة الساحرة بما تتضمنه من أشجار ونباتات نادرة ، فضلا عن البحيرات والأنهار والينابيع التي تشتهر بها هذه المدينة .
وبناء على ما سبق ، يمكننا القول أن المنتجعات الصحية بمدينة ” كارلوفيفاري ” هي الأقدم والأشهر على مستوى أوروبا والعالم ، مما جعلها مقصدا هاما للزوار من كافة أنحاء العالم .
تشتهر مدينة ” كارلوفيفاري ” بوجود 12 نبع للمياه المعدنية الطبيعية تتوزع بالمدينة ، حيث تحمل هذه المياه العديد من الفوائد الصحية والعلاجية التي تستخدم في علاج العديد من العلل والأمراض ، مثل : أمراض الجهاز الهضمي ، السمنة ، إضطرابات الجهاز الحركي ، الروماتيزم ، ضعف العضلات ، الشلل الرعاش ، السكري ، شلل الأطفال .. إلخ .
ينتشر بمدنية ” كارلوفيفاري ” العديد من المصحات العلاجية ، لعل أهمها : ثيرمال ، مانس ، دفورجاك ، بريستول .. إلخ . كما يوجد بها العديد من العيادات التجميلية للبشرة ، والتي تستخدم تقنيات الليزر وغيرها من التقنيات العلاجية الحديثة .
بعض الحالات المرضية التي تعالجها المنتجعات الصحية في التشيك
- أمراض الجهاز الحركي .
- الشلل النصفي أو الشلل الرباعي .
- الشلل الرعاش ( مرض باركنسون ) .
- إلتهابات الأعصاب .
- السكتات الدماغية .
- شلل الأطفال .
- التلف الدماغي الطفيف .
- التأثيرات السلبية التي قد تخلفها بعض العمليات الجراحية .
- تشوهات العظام والمفاصل .
- آلام وإلتهابات المفاصل .
- إلتهاب العضلات ، ضعف العضلات .
- مشكلات العمود الفقري .
- الإنزلاق الغضروفي ، بروز القرص الغضروفي الموجود بين الفقرات .
- يتوفر بالمنتجعات الصحية التشيكية برامج مخصصة لإنقاص وزن الجسم .
الوسائل العلاجية المتبعة في المنتجعات الصحية بالتشيك
السباحة
- السباحة في المياه المعدنية الغنية بعنصر الرادون ( يوجد في ياخيموف ) .
- السباحة في المياه المعدنية في كارلوفيفاري وداركوف وتبليتسه .
- السباحه في المياه المعدنية الغنية بالنباتات الطبية ذات الخواص العلاجية الفريدة .
التدليك
- التدليك الإعتيادي .
- التدليك تحت الماء .
- تدليك الأطراف العلوية والسفلية بالمياه الفوارة .
- التدليك بالفقاعات المنبعثة من المياه الفوارة .
- تدليك غدد الجسم بإستخدام الهواء المضغوط .
الرياضة العلاجية
- الرياضة العلاجية الفردية .
- الرياضة العلاجية الجماعية .
- الرياضة العلاجية بإستخدام أجهزة رياضية خاصة .
- إستهداف وعلاج المراكز العصبية بالجسم ، شاملا جلسات التدليك .
- العلاج الطبيعي الفيزيائي ، سواء بإستخدام الحرارة أو الموجات المغناطيسية أو التيارات الكهربية المحدودة أو أشعة الليزر .
وسائل أخرى
- العلاج بالأكسجين .
- العلاج بالغاز الفحمي .
- العلاج بالأشعة السينية .
- العلاج بالطين .
- العلاج من خلال شرب المياه المعدنية ، ولاسيما في مدينة كارلوفيفاري .